موجز الاحداث

تحذير عاجل: النور حمد يتوقع حـ ـربًا إقليمية وشيكة في القرن الأفريقي

0

حذر المفكر والكاتب الصحفي د. النور حمد من التوتر المتزايد وانفجار الاوضاع في منطقة القرن الإفريقي، مشيرًا إلى أن الصراع في السودان قد تطور من نزاع داخلي إلى أزمة إقليمية تؤثر على جميع دول المنطقة. وأكد أن الحرب التي اندلعت منذ البداية كانت بمثابة حرب بالوكالة، حيث تلقت الأطراف المتنازعة دعمًا من دول أخرى، مما ساهم في تعقيد الأوضاع بشكل أكبر.

وفي حديثه مع “راديو دبنقا”، اعتبر النور حمد أن القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرا بين الرئيس الإريتري أسياس أفورقي والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود تمثل تشكيلًا جديدًا للتحالفات في المنطقة. ومع ذلك، أبدى حذره من أن هذه القمة لا تحمل في طياتها مؤشرات إيجابية، مشددًا على ضرورة تقييمها في سياق الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة القرن الإفريقي.

كما أشار إلى أن الوضع الراهن يتطلب من الدول المعنية اتخاذ خطوات جادة للتعامل مع التحديات المتزايدة، محذرًا من أن استمرار الصراع قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة. وبهذا، يبقى الأمل معقودًا على جهود دبلوماسية فعالة لتخفيف حدة التوترات وتحقيق السلام.

ناقش الرؤساء في القمة الثلاثية، وفقًا للبيان الختامي، مشاورات مستفيضة حول القضايا الإقليمية والدولية المتعلقة بكيفية تعزيز علاقات التعاون بين الدول الثلاث في مجالات متعددة، بالإضافة إلى الوضع الإقليمي والجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار والأمن في القرن الأفريقي والبحر الأحمر.

أشار النور حمد إلى أن انعقاد قمة أسمرا جاء في سياق الاحتجاج الذي قدمته حكومة مقديشو ضد حكومة إثيوبيا، حيث تواصلت الأخيرة مع إقليم أرض الصومال “صومال لاند” للبحث عن منفذ بحري في ميناء بربرة على البحر الأحمر. ولفت إلى أن أديس أبابا تمتلك منفذًا بحريًا من جيبوتي، لكن يبدو أنها ربما زادت من حركة الصادرات والواردات، مما دفعها للبحث عن منفذ بديل.

ورأى النور أن القمة تُعتبر أيضًا جزءًا من جهود السيسي للضغط على إثيوبيا وتعزيز حكم العسكريين في السودان.

مشيرًا إلى أن السيسي يسعى للتنسيق مع الدول التي تمتلك سواحل طويلة على البحر الأحمر مثل الصومال وإريتريا.

وقال إنه لم يذكر السودان ضمن الدول التي تمتلك شواطئ على البحر الأحمر لأن السودان أصبح في حوزتهم.

وشكك النور حمد إلى أن البيان الختامي للقمة الثلاثية في أسمرا لا يعكس جميع المناقشات التي جرت في القمة، قائلاً: “البيان الختامي بالطبع لا يتناول كل ما حدث بالفعل”، لكنه ربط بين انعقاد القمة ومعلومة حول هبوط طائرة حربية في مطار مقديشو ونقلها لمعدات عسكرية.

ذكر أن منطقة القرن الإفريقي أصبحت حاليًا عرضة لتشكيلات وتحالفات جديدة، حيث تشارك بعض الدول مع قوات الدعم السريع، بينما تدعم دول أخرى رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، ومن بين هذه الدول ثلاث منها. وأشار إلى وجود قوى إقليمية ودولية أخرى غير متواجدة بشكل مباشر في الصراع، ووصف الوضع بأنه أصبح مزعجًا جدًا، مؤكداً أن المنطقة بأسرها أصبحت مشتعلة.

وقال الباحث والمفكر النور حمد لراديو دبنقا إنّ قضية مياه النيل هي القضية الأساسية بالنسبة لمصر، وأن هذه القضية معقدة وقد تؤدي إلى تفاقم الوضع في السودان. ولم يستبعد أن تؤدي إلى تقسيم الإقليم إلى تحالفات إقليمية لتحقيق أهدافها. وأشار إلى أن قمة أسمرا أثمرت عن تحالف جديد سيكون في مواجهته تحالف آخر.

واعرب النور حمد عن قلقه إزاء تشكيل هذا التحالف بين إثيوبيا وجنوب السودان لدعم قوات الدعم السريع. واعتبر أن حرب السودان انتقلت إلى مرحلة جديدة وخطيرة، خصوصًا بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” حول انخراط المصريين في النزاع السوداني.

أكد أن مصر تُعد واحدة من دول الجوار الإقليمي التي تدعم حكومة بورتسودان، مشيرًا إلى أنها تشارك حاليًا في النزاع من خلال استخدام الطيران الحربي داخل الأراضي السودانية، بهدف فرض حكم الرئيس عبدالفتاح البرهان بالقوة العسكرية ليصبح ذلك واقعًا ملموسًا.

واصل قائلاً: “حاليًا، السودان أصبح خاضعًا للسيطرة المصرية، وحكومة بورتسودان تعمل كممثلة لمصر، لا أكثر ولا أقل.”

وأضاف: “هذا الأمر زاد من تعقيد الأوضاع، فبعد أن كان الصراع محصورًا داخل السودان، أصبح الآن يشمل كافة مناطق القرن الإفريقي، مشيرًا إلى أن الحرب في السودان من بداياتها كانت حربًا بالوكالة.”

قال الرئيس السيسي في البيان الذي ألقاه في ختام القمة: “تمت مناقشة عدد من القضايا الإقليمية الهامة في المنطقة، بما في ذلك الأوضاع في السودان الشقيق. وقد اتفقنا على أهمية الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد في أقرب وقت ممكن، وضرورة العمل على الحفاظ على مؤسساته الوطنية”.

واعتبر النور حمد أن تحركات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القرن الإفريقي تشبه تحركات محمد علي باشا وتوسعه في المنطقة. وأوضح أن محمد علي قام بتوسعات عسكرية، بينما يسعى السيسي للتوسع دبلوماسيًا وعسكريًا في آن واحد. واعتبر أن إرسال الجنود والمعدات العسكرية إلى الصومال ليس إلا وسيلة للضغط على إثيوبيا من الجهة الشرقية.

استبعد أي إمكانية لقيام السودان بالضغط على إثيوبيا في ظل ظروف الحرب الراهنة، معتبرًا أن ذلك أصبح غير ممكن، خاصة مع الاضطراب الكبير في الأوضاع بالسودان ومعاناة الحكومة السودانية من الحصار والضغوط. وأوضح أنه ليس لديها الفرصة لممارسة أي ضغوط على إثيوبيا من الناحية الغربية، لأن قوات الدعم السريع تمارس ضغطًا كبيرًا عليها من جهة القضارف.

وعزا بعض المراقبين تحركات السيسي للضغط على إثيوبيا، بسبب قيامها بملء سد النهضة في مرحلتيه الأولى والثانية دون أن تأخذ بعين الاعتبار الاعتراضات المصرية.

حاولت مصر سابقًا ممارسة ضغط من داخل السودان على إثيوبيا، حيث كان جزء من هذا الضغط يتمثل في جلب طائراتها إلى مطار مروي لتكون قريبة من الأراضي الإثيوبية، وذلك باتفاق مع البرهان الذي كان يرأس الفترة الانتقالية. كما تمثلت محاولة أخرى في استعادة منطقة الفشقة، وهي أيضًا وسيلة للضغط على إثيوبيا.

قال الدكتور النور حمد لراديو دبنقا: إن إثيوبيا تجاهلت محاولات استعادة البرهان للفشقة، معتبرةً أن هذه ليست معركته بل معركة بالوكالة عن مصر. وأشار إلى أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يسعى لإثارة القلق في منطقة القرن الأفريقي، محذراً من أن السيناريوهات المستقبلية ستكون الأسوأ في المنطقة.

مشيرًا إلى أن جهود السيسي تهدف إلى استعادة النفوذ في منطقة القرن الإفريقي من خلال الوسائل الدبلوماسية وبعض التحركات العسكرية.

وحذر في الوقت ذاته من الخطاب الأخير الذي أدلى به حميدتي، مشيرًا إلى أنه كما لو كان قد تخلى عن أي مفاوضات واتجه نحو خيار الحرب دون النظر لدعوات المجتمع الإقليمي والدولي لوقف النزاع. وأوضح أن لديه أسبابًا وراء هذا الإعلان، خاصة أنه قد استجاب في عدة مناسبات للمفاوضات في ظل الرفض المستمر من قبل الجيش. وأضاف قائلاً: “مع ذلك، فإن الضغوط تمارس عليه أكثر مما تُمارس على الجيش السوداني.” وحذر من أن الأوضاع في المنطقة يبدو أنها تسير نحو التصعيد مما قد يؤدي إلى انفجار كبير.

رأى أن المنطقة تشهد توترات بدءًا من لبنان وصولًا إلى إسرائيل وغزة ومصر والسودان وإثيوبيا، كما أن إريتريا قد دخلت أيضًا في المشهد، مؤكداً على وجود ترتيبات لا يمكن الإفصاح عنها خلال المؤتمر الصحفي في أسمرا. وأعرب عن اعتقاده بأن الأحداث الأخيرة لا تبشر بالخير، وأن هناك إشارات تدل على احتمال اشتعال المنطقة بشكل أكبر، حيث أن هذه اللقاءات النظرية ستظهر نتائجها في الواقع العملي في الفترة المقبلة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.