يعمل استخدام المراوح على تحسين تدفق الهواء وتلطيف الأجواء الداخلية، ولكن فائدتها لا تقتصر فقط على توفير نسمة منعشة. فقد أظهرت الدراسات العلمية أن تشغيل المروحة داخل المنزل، سواء في النهار أو أثناء النوم، يقدم العديد من الفوائد غير المتوقعة، مثل تقليل احتمالات حدوث متلازمة موت الرضع المفاجئ. بالإضافة إلى هذه الفوائد، هناك أيضا آثار إيجابية أخرى.
ومع ذلك، لا يخلو الأمر من بعض الآثار السلبية التي قد تنجم عن الاستخدام غير السليم، التي قد تؤثر على الصحة العامة. ومع دخول فصل الخريف واقتراب نهاية الصيف، تظل عادة تشغيل المراوح شائعة. فما المشكلات المرتبطة بذلك، وما الحل الأمثل للتعامل معها؟
فوائد غير متوقعة لتشغيل المروحة بالمنزل
تعتبر درجات الحرارة المرتفعة من أكبر التحديات التي تواجه الكائنات الحية بشكل عام والبشر بشكل خاص. ووفقا لدراسة نشرتها مجلة “لانسيت” في عام 2021 عن تأثير درجات الحرارة المرتفعة على الحياة، أشار الباحثون إلى أن الحرارة العالية تؤثر سلبا على العديد من العمليات الحيوية. فالتعرض لفترات طويلة لدرجات حرارة تفوق 25 درجة مئوية مع رطوبة مرتفعة يمكن أن يسبب الإجهاد الحراري، أما التعرض القصير لدرجات حرارة تتجاوز 35 درجة مئوية مع رطوبة عالية، أو 40 درجة مع رطوبة منخفضة، فقد يكون قاتلا بسبب الأضرار الفسيولوجية والجسدية التي تسببها الحرارة. لذلك، لا يُعتبر استخدام المراوح مجرد رفاهية.
الحرارة المرتفعة تزيد من المعاناة أثناء الليل، حيث يؤدي التعرق المفرط والشعور بالحر إلى صعوبة النوم، وخاصة في حالة وجود عوامل صحية إضافية مثل الهبات الساخنة.
وقد أظهرت الإحصاءات أن 80% من النساء في سن انقطاع الحيض يعانين من التعرق الليلي، مما يجعل النوم أكثر صعوبة. لذلك، يوضح الباحثون عدة أسباب تجعل من المروحة خيارا مثاليا لتحسين النوم، من أبرزها:
تحسين جودة بيئة النوم، مما يساهم في تقليل مشاكل صحية مثل التوتر والضغط.
منع التعرق والحفاظ على المعادن الأساسية التي يحتاجها الجسم.
توفير ضوضاء بيضاء ناتجة عن صوت المروحة، مما يساعد على النوم، خاصة للأطفال.
تجديد وتدوير الهواء في الغرفة، مما يقلل من الروائح غير المرغوب فيها.
لكن السبب الأكثر أهمية، وغرابة بالوقت نفسه هو ذلك الدور الذي يمكن أن تلعبه المروحة في حماية حياة الرضع، ففي دراسة بعنوان: “استخدام المروحة أثناء النوم وخطر متلازمة موت الرضع المفاجئ” أشارت دراسة نشرت في يوليو/تموز 2024 إلى ارتباط استخدام المروحة أثناء النوم بتخفيض نسبة موت الرضع المفاجئ بنسبة 72%، وكان الانخفاض أكبر عند الرضع الذين تم وضعهم في وضعية الانبطاح، أو على الوضع الجانبي مقابل الاستلقاء.
واللافت أن فوائد “المروحة” يمتد أثره من “الرضع” إلى كبار السن والمرضى، تحديدا هؤلاء الذين يعانون ضيق التنفس، حيث أشارت دراسة إلى فارق ملحوظ في تحسن درجات ضيق التنفس مع استخدام المروحة لدى المرضى المصابين بسرطان الرئة، حيث يتم استخدام “مروحة محمولة” لأجل إدارة الأعراض والمساهمة في التقاط الأنفاس بشكل أفضل.
هذا ما يحدث لجسدك حين تسلط عليه المروحة
تحذر الأمهات دائما من النوم المباشر أمام “المروحة” ولكن يبدو أن تلك التحذيرات جديرة بالانتباه، حيث يتضمن تشغيل المروحة إلى جانب الآثار الإيجابية العديدة، مجموعة من المخاطر والآثار البدنية الضارة التي تلحق بالجسد على مدار ساعات عملها أبرزها:
إثارة الحساسية لدى من يعانون من عث الغبار أو فراء الحيوانات الأليفة أو العفن، حيث تقوم المروحة بتوزيعها جميعا في نطاق الاستنشاق، مما يثير لدى البعض نوبات من العطس ومشكلات في الجيوب الأنفية والعينين.
التسبب بالجفاف، حيث تؤدي حركة الهواء حول الغرفة إلى جفاف الجلد والعينين والفم، مما يسبب الشعور بالتهاب الحلق أو احتقان الأنف وألم العينين.
الشعور بالإزعاج وصعوبة النوم، ففي حين يعتبر بعض الأشخاص ضوضاء المروحة مريحة، يجدها البعض الآخر مصدرا للإزعاج وعدم الراحة، خاصة إذا كان الصوت أعلى من المقبول.
الشعور بالصداع.
الشخير نتيجة تراكم السوائل من أثر احتقان الأنف.
آلام العضلات من أثر الهواء المركزة، الذي قد يسبب أرقا لشدة الألم.
زيادة احتمالات الإصابة بالبرد.
كيفية الاستفادة من هواء المروحة من دون الضرر
تبدو الدراسات العلمية المتعلقة بآثار “المروحة” على الصحة محيرة للغاية، فبينما تشير بعض الدراسات إلى الآثار الصحية الإيجابية للغاية التي يمكن أن يسببها استخدام المروحة، تشير دراسات أخرى إلى الآثار السلبية للاستخدام التي قد تصل إلى حد الوفاة، ربما كان ذلك هو السبب وراء تلك الدراسة الصينية التي نشرت في عام 2022، إذ أشارت إلى “كيفية” استخدام المروحة بأفضل طريقة، مع التأكيد على الدور الذي تلعبه المراوح كوسيلة فعالة في تحسين الأجواء الحارة خلال فصل الصيف، ولكن مع حيلة إضافية وهي تغيير سرعة نفث الهواء على مدى الليل لتناسب مراحل النوم التي تم تقسيمها إلى 5 مراحل، تتغير خلالها درجة حرارة الجسم، ومن ثم يتم تغيير سرعات المروحة بناء عليها.
وتقول الدراسة إنه في بداية الليل يكون هناك ارتفاع واضح في درجة حرارة الجسم، يعقبه انخفاض، ثم استقرار ثم ارتفاع مرة أخرى، وأخيرا ارتفاع آخر خلال مرحلة التقلب طوال الليل، وعليه تم تغيير إمدادات الهواء لتقلد الساعة البيولوجية للنوم، بدلا من نفث الهواء بصورة ثابتة على مدى الليل، الأمر الذي ساهم في تحسين كفاءة النوم، وزيادة نسبة النوم العميق بنسبة 3.59%.