في خضم المأساة التي تعاني منها منطقة الهلالية في ولاية الجزيرة، أعلن هشام أبو صباح عن فقدانه 45 فرداً من عائلته في مدينة الهلالية، بسبب الظروف الصعبة التي تشهدها المنطقة.
هشام أبو صباح المشرف، مواطن سوداني من الهلالية، أعلن يوم الثلاثاء عبر منشور على صفحته في “فيسبوك” عن وفاته 45 فرداً من عائلته، بينهم أطفال ونساء ورجال، نتيجة الأوضاع المأساوية.
يعبّر هشام بحزن عميق: “بقلوب راضية، أعلن لكم عن وفاة عائلتي آل المشرف في مدينة الهلالية”، موضحاً قائمة طويلة بأسماء أفراد عائلته الذين فقدهم، بينهم أعمام وعمات وأبناء عم، وأطفال لم يتجاوزوا السنوات الأولى، فضلاً عن نساء وأمهات حوامل. الهلالية، التي كانت فيما مضى ملاذًا آمنًا لسكانها، أصبحت الآن تعاني من الكثر من المشكلات، إذ دمرت الحرب البنية التحتية للمدينة، وانقطعت الخدمات الصحية والغذائية الأساسية عن سكانها. بسبب صعوبة توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة، يزداد تفاقم الوضع الإنساني، مما يدفع السكان إلى معاناتهم من مستويات غير مسبوقة من الفقر والتهجير.
هشام، الذي لم يتبق أمامه سوى الاستغاثة، أنهى نعيه المؤثر بعبارة: “حسبنا الله ونعم الوكيل”، معبرًا عن مشاعر الغضب والحزن العميق التي تسود الناجين من ويلات هذه الحرب. تُعتبر هذه المأساة التي تعرضت لها هذه الأسرة واحدة من مظاهر المعاناة التي يواجهها الشعب السوداني بصورة عامة، ومدينة الهلالية على وجه الخصوص. نشبت المعارك في السودان في منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني الذي يتولى قيادته رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها نائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بـ “حميدتي”.
في ديسمبر 2023، تمكنت قوات الدعم السريع تحت قيادة كيكل من السيطرة على عدة مدن في ولاية الجزيرة، بما في ذلك مدينة “ود مدني” التي تعد مركز الولاية. حالياً، تسيطر قوات الدعم السريع على مساحات شاسعة من الولاية، باستثناء مدينة المناقل والمناطق المجاورة لها حتى حدود ولاية سنار في الجنوب، وغرباً حتى حدود ولاية النيل الأبيض. منذ أن انفصل القائد أبوعاقلة كيكل عن قوات الدعم السريع وانضم إلى الجيش في 20 أكتوبر الماضي، أصبحت ولاية الجزيرة ساحة لشن الهجمات الانتقامية من قبل الدعم السريع.
خلفت هذه الحرب عشرات الآلاف من القتلى، وأدت إلى تهجير أكثر من 11 مليون سوداني، وتسببت -بحسب الأمم المتحدة- في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث. وذلك وسط تبادل الاتهامات بين طرفي النزاع بارتكاب جرائم حرب تتعلق باستهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.