شهدت محلية برام وبعض المناطق الأخرى في ولاية جنوب دارفور غربي السودان نفوق أكثر من 800 حمار في الأيام الأخيرة، نتيجة لظهور وباء غامض يؤثر على هذه الحيوانات. هذا الوضع أثار مخاوف كبيرة بين السكان المحليين بشأن انتشار المرض وتأثيره السلبي على مصادر رزقهم، خاصة في ظل الاعتماد الكبير على الحمير كوسيلة نقل رئيسية في المنطقة.
وفي تصريحها لراديو دبنقا، أكدت الطبيبة البيطرية سعيدة محمد حسين أن الأعراض المرتبطة بالمرض تشمل خمولًا عامًا وضعفًا في الشهية، بالإضافة إلى إفرازات أنفية تتغير إلى اللون الأصفر خلال يوم أو يومين. وأشارت إلى أن الحمير تعاني من ضعف في الاستجابة للعلاجات المتاحة، وهو ما يعود إلى عدم قدرة الملاك على توفير الجرعات العلاجية اللازمة بسبب ظروفهم المالية الصعبة.
نتيجة لذلك، تراجعت فعالية العلاجات في مواجهة انتشار الوباء، مما يزيد من القلق بين المزارعين وأصحاب المزارع. يتطلب الوضع الحالي تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لتوفير الدعم اللازم للمربين، وضمان سلامة الحمير التي تعتبر جزءًا أساسيًا من الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
أكد دكتور محمد ناصر أحمد، مدير الثروة الحيوانية في محلية برام، أن تفشي المرض قد جذب انتباهًا كبيرًا من قبل المجتمع المحلي والجهات الرسمية. وأشار إلى أن مؤتمرًا عُقد مؤخرًا في مدينة نيالا بدعم من القطاع الخاص، حيث تم تناول الموضوع بشكل شامل، مما أظهر أن المرض قد انتشر أيضًا في محليات أخرى ضمن الولاية. وقد أشار الخبراء إلى أن السبب المحتمل وراء هذا الانتشار هو فيروس إنفلونزا الحمير والخيل الأفريقي.
دعا دكتور ناصر المواطنين إلى ضرورة العناية بحيواناتهم والمساهمة في جهود السلطات للتخلص من الحمير النافقة، سواء من خلال الدفن أو الحرق، وذلك لحماية البيئة ومنع انتقال العدوى إلى البشر. وأوضح أن الالتزام بهذه الإجراءات يعد أمرًا حيويًا للحفاظ على الصحة العامة.
كما أشار إلى أن بروتوكول علاج هذا المرض يركز على معالجة الأعراض الجانبية، مثل تعزيز المناعة وخفض درجات الحرارة. وأكد على أهمية التعاون بين المواطنين والجهات المختصة لمواجهة هذا التحدي الصحي بشكل فعال.
أكد الدكتور ناصر على الدور الحيوي الذي تلعبه الحمير في دعم المجتمعات الفقيرة، حيث تعتبر وسيلة نقل أساسية في المناطق الريفية. وأشار إلى ضرورة إجراء مسح وبائي شامل في محلية برام والمناطق المجاورة، مع إرسال العينات إلى الخارج للتشخيص الدقيق للمرض.
وأوضح أن النزاع المسلح قد أدى إلى تدمير البنية التحتية للثروة الحيوانية في الولاية، مما زاد من تعقيد الوضع. كما دعا الدكتور ناصر المنظمات المحلية والدولية إلى التدخل العاجل لحماية الثروة الخيلية في الولاية، نظرًا لما تمتلكه من إمكانيات كبيرة يمكن أن تسهم في تخفيف الأعباء وتقديم الدعم للمجتمعات المحلية.
تشهد ولاية جنوب دارفور حاجة ملحة للتدخل السريع للحد من انتشار الوباء الغامض الذي يهدد الفصيلة الخيلية. ويتطلب ذلك تعزيز قدرات الملاك في توفير العلاج اللازم، مما يسهم في حماية الثروة الحيوانية وضمان استدامتها في المنطقة.