عاد وباء الكوليرا ليضرب مجددًا مناطق واسعة من ولاية القضارف بعد السيطرة عليه مؤخرًا، مما أسفر عن وفاة ستة أشخاص، وبلغ عدد المصابين حوالي 398 شخصًا، نتيجة لزيادة أعداد النازحين القادمين من شرق الجزيرة إلى الولاية.
قال متطوعون حسب راديو دبنقا إن السلطات قامت بفتح مراكز للعزل في مستشفى الفاو، حيث وصل عدد الحالات التي زارت المستشفى اليوم السبت إلى حوالي 177 حالة، بينما كان العدد 93 حالة يوم الجمعة و128 حالة يوم الخميس. كما تم احتجاز 164 حالة في العنبر وخرج 110 حالات بعد تلقي العلاج.
أفادت إدارة الطوارئ الصحية في مستشفى الفاو بأنها أعلنت حالة الطوارئ على الفور، واستدعت منظمة أطباء بلا حدود التي بدأت العمل في مركز العزل بالمستشفى لمعالجة المصابين، حيث تسير الأمور بشكل جيد. وصفوا الحالة الصحية في الولاية بأنها في تدهور خطير، بسبب انتشار وباء الإسهال المائي مرة أخرى بعد أن تم التغلب عليه، وذلك نتيجة لزيادة أعداد النازحين من شرق الجزيرة إلى الولاية. وأشاروا إلى أن المستشفى قد استقبل عددًا كبيرًا من الحالات، تحت إشراف منظمة أطباء بلا حدود ورعاية السلطات المحلية في الفاو.
أوضح الناشطون أن الوباء ينتشر بشكل مكثف في مراكز النزوح في منطقة عزل بحريرة ومركز البوادرة في محلية الفاو. وأشاروا إلى أن سكان القرى في الفاو قد طالبوا السلطات بفتح مراكز عزل أخرى في القريتين 27 و31 من أجل تخفيف الضغط على المستشفى الذي يعاني من تدفق أعداد كبيرة من المصابين بالإسهالات المائية.
اعتبروا أن المشاهد تتكرر مع تزايد أعداد النازحين، الذين يشملون أطفالًا وكبارًا في السن ونساءً، ويعانون من أمراض مزمنة، ويعيشون في الشوارع وتحت الأشجار في القضارف. ويعود ذلك إلى الازدحام في معسكرات الإيواء التي استقبلت أعدادًا كبيرة منهم، رغم عدم تجهيزها لاستيعاب هذه الأعداد. وقد تم فتح معظم المساجد، خصوصًا في منطقة السوق الشعبي، لكن ذلك لا يكفي مع استمرار موجة النزوح المتزايدة. أفاد المتطوعون في ولاية القضارف أن تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية أجبر بعض النازحين على التفكير في العودة إلى ولاية سنار والدندر.
كما فضل آخرون العودة إلى شرق الجزيرة رغم تصاعد الأوضاع هناك بفعل الدعم السريع، إلا أنهم يخططون للبحث عن مناطق آمنة للعيش. واعتبروا أن الوضع لن يكون أسوأ مما هم عليه الآن، حيث جاءوا بملابسهم فقط ولا يملكون أي مبالغ مالية لشراء احتياجاتهم، وهم غير قادرين على الاستمرار في الحياة في القضارف، لذا اختاروا العودة والعيش في قراهم.
أفاد مراقبون أنهم كانوا قد نبهوا من انتشار الأوبئة سريعة العدوى مع كل موجة من موجات النزوح، مما يجعل من الصعب مواجهة الوباء والسيطرة عليه. كما أشاروا إلى قلة الوعي بخطورة الأمراض وسلوكيات بعض الأشخاص التي تسهم في تفشي الأوبئة، مثل الكوليرا وغيرهم. ورأوا أن الجهات الصحية لم تكن مستعدة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من النازحين، ولم يكن لديها خطة لمكافحة الأوبئة والحد من انتشارها. واعتبروا أن الوضع قد يستمر على هذا المنوال مع استمرار موجات النزوح وتوسع رقعة الصراع. وأكدوا على ضرورة دفع المسؤولين للتفكير في التخطيط المبكر لتحسين الظروف الصحية في الفترة المقبلة.
التطعيم
قال برنامج التحصين الموسع بوزارة الصحة الاتحادية إن حملة التطعيم بلقاح الكوليرا مستمرة في المحليات المستهدفة بأربعة ولايات. حيث بلغت نسبة التغطية في ولاية النيل الأبيض (الدويم والقطينة) 65٪، وفي ولاية القضارف (محلية الفاو) بلغت التغطية 87٪ خلال الأيام الأربعة للحملة. أما في ولاية الجزيرة (محلية المناقل) فقد وصلت نسبة التغطية إلى 47٪ خلال ثلاثة أيام، في حين انطلقت الحملة أمس في الولاية الرابعة سنار (محلية شرق سنار).