اخبار

تصريحات البرهان في مرمى نيران متناقضة

متابعات _ موجز الأحداث

أثار خطاب الفريق أول عبد الفتاح البرهان، القائد العام للجيش السوداني، ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية عقب تصريحاته التي أكد فيها رفضه منح المؤتمر الوطني وتنسيقية “تقدم” فرصة ثانية للعودة إلى السلطة. خلال خطابه في اختتام مشاورات القوى السياسية والمجتمعية ببورتسودان، شدد البرهان على أن المؤتمر الوطني يجب أن يبتعد عن المزايدات السياسية، كما اتهم تنسيقية “تقدم” بتقديم الدعم لقوات الدعم السريع.

ردود فعل متناقضة على خطاب البرهان

أصدر المؤتمر الوطني المحلول بيانًا يعبر عن استهجانه لانتقادات البرهان المتكررة له، واصفًا تصريحاته بأنها محاولة للتقرب إلى قوى “ضعيفة وهشة”، في إشارة إلى تنسيقية “تقدم” وقوى الحرية والتغيير. وجاء في البيان أن التركيز على الخلافات السياسية في هذا الوقت سيضر بالمعركة، مع تأكيد أن إرادة الحزب ستظهر بعد انتهاء الحرب من خلال صناديق الاقتراع.

على الجانب الآخر، اعتبر خالد عمر يوسف، القيادي في تنسيقية تقدم، أن تصريحات البرهان تكشف طبيعة الصراع وأهدافه، مؤكدًا أن المؤتمر الوطني وحركته الإسلامية يسعون لاستغلال الحرب للعودة إلى السلطة. وأضاف أن تناقض تصريحات قيادات المؤتمر الوطني يعكس تخبطهم بين مهاجمة البرهان ومحاولات التفاوض معه.

 

من جهته، وصف شريف محمد عثمان، الأمين السياسي للمؤتمر السوداني، خطاب البرهان بأنه تحميل مباشر للإسلاميين مسؤولية الحرب، مؤكدًا أنه يجب إنهاء التحالفات التي تدعم الحرب.

التحليل السياسي للخطاب

اعتبر مراقبون، مثل ياسر عرمان من الحركة الشعبية، أن الخطاب يمثل تحولاً من لغة النصر المطلق إلى خطاب سياسي يسعى للبحث عن حلول سلمية، مشيرًا إلى ضرورة استغلال إنجازات الجيش لتحقيق تقدم سياسي بدلاً من الاعتماد على الحسم العسكري.

 

في المقابل، وصف قيادات المؤتمر الوطني مثل حامد ممتاز وحاج ماجد سوار خطاب البرهان بأنه محاولة للتقرب من قوى الحرية والتغيير، مؤكدين أن الإسلاميين لن يسمحوا بعودة التحالفات التي أضرت بالسودان.

 

يبدو أن تصريحات البرهان أعادت فتح الجدل حول دور القوى السياسية المختلفة في المرحلة الراهنة ومستقبل السودان، في ظل استمرار الحرب وتفاقم الأزمات الإنسانية والسياسية.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى