Uncategorized

البرهان ينسف نداء حمدوك الأخير: مبادرة تواجه تحديات مستحيلة

متابعات موجز الأحداث

تواجه المبادرة التي أطلقها رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، عقبات كبيرة تهدد نجاحها، إذ دعا حمدوك إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وعقد اجتماع بين قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بحضور ممثلين دوليين وإقليميين. إلا أن التطورات السياسية والعسكرية الحالية تقلل من فرص تحقق هذه المبادرة.

رفض ضمني من البرهان

يؤكد مراقبون أن البرهان لم يبدِ أي تجاوب إيجابي مع المبادرات السابقة، سواء الإقليمية أو الدولية، ما يشير إلى رفضه لأي تفاوض مباشر مع الدعم السريع. ويُعتقد أن هذا الموقف يعكس استراتيجية الجيش السوداني التي تركز على الحسم العسكري بدلاً من الحلول التفاوضية.

محاولات سابقة لم تثمر

منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023، أجرى حمدوك اتصالات مكثفة مع الطرفين، محاولاً جمعهما على طاولة الحوار، لكن هذه المحاولات قوبلت بالتجاهل. لاحقًا، تولى حمدوك قيادة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، التي انقسمت لاحقًا، لينضم جزء منها إلى تحالف “السودان التأسيسي”، الساعي لتشكيل حكومة جديدة.

رهان على الضغوط الدولية

يرى المحلل السياسي حاتم إلياس أن نجاح مبادرة حمدوك يعتمد على الدعم الدولي، خصوصًا من مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الإفريقي، لإجبار طرفي النزاع على التفاوض. لكن يبقى التساؤل: هل تمتلك القوى الدولية النفوذ الكافي لإرغام البرهان على تغيير موقفه؟

حميدتي يبدي مرونة أكبر؟

يؤكد إلياس أن حميدتي لطالما أبدى استعداده للتفاوض، بينما يصر البرهان على المضي قدمًا في العمليات العسكرية. ويشير إلى أن قبول مصر للمبادرة قد يكون العامل الوحيد الذي يدفع حكومة بورتسودان إلى النظر فيها بجدية.

التحالفات الجديدة تعيد رسم المشهد

تزامن نداء حمدوك مع توقيع “تحالف السودان التأسيسي” على الميثاق السياسي والدستور الانتقالي في نيروبي، ما يعني أن الوضع تجاوز مرحلة النداءات والمناشدات. وبحسب المحلل الجميل الفاضل، فإن هذه الخطوة أحدثت تغييرًا جذريًا في المشهد السياسي، مما يجعل العودة إلى أساليب الحل السابقة أمرًا صعبًا.

مستقبل المبادرة: هل انتهى وقت التسويات؟

يشير الفاضل إلى أن القوى التي تدعم تشكيل حكومة موازية في السودان لن تتراجع بسهولة لصالح مبادرة حمدوك، خاصة بعد أن أظهرت الأحداث الأخيرة أن هناك توجهًا إقليميًا ودوليًا نحو إيجاد بدائل سياسية جديدة.

في ظل هذه التطورات، يبدو أن قطار السياسة السودانية قد تجاوز محطة الحوار المباشر بين البرهان وحميدتي، مع استمرار المواجهات العسكرية على الأرض، مما يجعل نداء حمدوك أقرب إلى الطرح المثالي الذي يصعب تنفيذه في الواقع الحالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى