(4) زلازل تضرب إثيوبيا في 12 ساعة وتحذير من انهيار سد النهضة
متابعات _ موجز الأحداث _ شهدت إثيوبيا مساء اليوم السبت سلسلة من الزلازل المتتابعة، كان أقواها بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر وعلى عمق 10 كيلومترات، وذلك في تمام الساعة 7:20 مساءً بتوقيت القاهرة، على بعد نحو 600 كيلومتر شمال شرق سد النهضة، تلاه زلزال آخر بقوة 5 درجات عند الساعة 9:38 مساءً.
وقال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي إن مراكز الزلازل وقعت شمال منطقة الأخدود الأفريقي في إثيوبيا، مشيرًا إلى أن الهزات الأخيرة سبقتها زلازل متوسطة القوة تراوحت بين 4.2 و5.3 درجات خلال الساعات نفسها.
وأوضح شراقي أن إثيوبيا شهدت موجة زلزالية غير مسبوقة بين ديسمبر 2024 وفبراير 2025، بلغ عددها 262 زلزالًا مقارنة بمتوسط سنوي لا يتجاوز 6 زلازل قبل عام 2021، وكان أشدها زلزالًا بقوة 5.9 درجة في 14 فبراير 2025. كما سجل أقرب زلزال من سد النهضة في 8 مايو 2023 على بعد 100 كيلومتر فقط وبقوة 4.4 درجة.
وأشار الخبير المصري إلى أن تأثير سد النهضة في زيادة النشاط الزلزالي بإثيوبيا أمر محتمل ويحتاج إلى مزيد من الدراسات العلمية الدقيقة للتأكد منه، لكنه أوضح أن الزلازل الأخيرة تبعد مسافة كافية عن السد ولا تمثل خطرًا مباشرًا في الوقت الحالي.
وأضاف شراقي:> “حين نتحدث عن النشاط الزلزالي في إثيوبيا، لا يعني ذلك أننا ننتظر انهيار سد النهضة، ولكن من المهم الاعتراف بأن إثيوبيا تقع في نطاق نشط زلزاليًا، وكان ينبغي مراعاة ذلك في تصميم السد، والالتزام بالمواصفات الأمريكية الأصلية التي حددت سعته عند 17 مليار متر مكعب فقط.”
كما حذّر من أن الملء المبالغ فيه للسد قد يؤدي مستقبلًا إلى “تكوين نظام زلزالي جديد” بفعل وزن المياه الهائل، داعيًا إلى عدم تجاوز سعة تخزينية تبلغ 40 مليار متر مكعب في أي مرحلة من مراحل الملء المستقبلية.
واختتم شراقي حديثه بالتأكيد على أن الزلازل الحالية لا تؤثر على سد النهضة في الوقت الراهن، إلا أن احتمال تعرض المنطقة لهزات أقوى وأقرب يبقى قائمًا، ما يستوجب مراجعة فورية للتصميمات الهندسية وإجراءات الأمان الزلزالي للسد، لتجنب أي كارثة بيئية أو إنسانية محتملة في المستقبل.











