تأجيل الانتخابات لعامين “جوبا” :اليك التفاصيل
أعلنت رئاسة جنوب السودان، يوم الجمعة، عن تأجيل الانتخابات الوطنية التي كانت مرتقبة منذ فترة طويلة إلى ديسمبر 2026، مما يبرز التحديات المستمرة في عملية السلام الهشة بالبلاد.
وذكر مكتب الرئيس سيلفا كير ميارديت عبر منصة فيسبوك: “أعلنت الرئاسة، برئاسة الرئيس سيلفا كير ميارديت، عن تمديد الفترة الانتقالية لمدة عامين، وتأجيل الانتخابات المقررة في ديسمبر 2024 إلى 22 ديسمبر 2026”.
ورغم أن جنوب السودان يعيش في سلام رسمي منذ توقيع اتفاق عام 2018 الذي أنهى صراعاً استمر خمس سنوات وأودى بحياة مئات الآلاف، إلا أن العنف القبلي لا يزال منتشراً.
كان من المقرر أن يختار جنوب السودان قادته الذين سيحلّون محل الحكومة الانتقالية الحالية، التي تشمل سيلفا كير ورياك مشار، النائب الأول للرئيس، اللذين اشتبكت قواتهما خلال الحرب الأهلية. ولكن وفقاً لمكتب ميارديت، فإن “المزيد من الوقت مطلوب لإنجاز المهام الأساسية قبل التصويت”.
وأوضح توت قلواك، مستشار الرئيس للأمن القومي، في حديثه للصحفيين، أن “التمديد يمنح فرصة لتنفيذ البروتوكولات الهامة المتبقية في اتفاقية السلام، مثل إعداد الدستور الدائم، وإجراء التعداد السكاني، وتسجيل الأحزاب السياسية”.
من جهته، أكد وزير شؤون مجلس الوزراء، مارتن إيليا لومورو، أن “التمديد جاء بناءً على توصيات الهيئات الانتخابية وقطاع الأمن”، مشيراً إلى أن هناك مهام حاسمة تتطلب المزيد من الوقت لتنفيذها قبل الانتخابات. وأضاف أن الحكومة ستواصل عملها كالمعتاد خلال هذه الفترة، بينما تستمر المؤسسات في إنهاء الإجراءات اللازمة.
وأشارت الرئاسة إلى أن الفترة المتبقية من المرحلة الانتقالية ستُستخدم لجمع الأموال اللازمة لتنفيذ اتفاقية السلام المحدثة بفعالية.
وكان سيلفا كير قد أعلن في يوليو 2023 عن عزمه إجراء الانتخابات كما هو مخطط لها، مشيراً إلى نيته الترشح مجدداً للرئاسة. وأكد في حينه أن الانتخابات ستكون “حدثاً تاريخياً” وتعهد بالالتزام بتنفيذ اتفاقية السلام.
ومن الجدير بالذكر أن سيلفا كير هو الرئيس الوحيد لجنوب السودان منذ استقلاله عن السودان في عام 2011، لكن البلاد لا تزال تواجه أزمات متتالية في ظل حكومة وحدة هشة يترأسها مع نائبه ريك مشار.
كان من المفترض أن تنهي الانتخابات في فبراير 2023 المرحلة الانتقالية، إلا أن الحكومة لم تتمكن من الوفاء بالشروط الأساسية لاتفاق السلام، بما في ذلك إعداد الدستور.
وتنص اتفاقية السلام على إجراء الانتخابات قبل 90 يوماً من انتهاء فترة الحكومة الانتقالية، لكن التوترات بين سيلفا كير وريك مشار حول توزيع مناصب الجيش الموحد، لا تزال تعرقل التقدم، حيث يطالب مشار بتوزيع متساوٍ بينما يعرض كير 40% فقط للمعارضة.
وقد اتفقت الأطراف المتنازعة في جوبا على تمديد الفترة الانتقالية لمدة عامين والعمل على حل الخلافات بين سيلفا كير وريك مشار حول موعد الانتخابات المقبلة.