
جدد الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة، تأكيده على التزام حكومة السودان بحماية المدنيين من انتهاكات قوات الدعم السريع. جاء ذلك خلال لقائه بالمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، الذي حضره أيضاً وزير الخارجية السفير علي يوسف. هذا اللقاء يعكس حرص الحكومة السودانية على تعزيز التعاون مع المجتمع الدولي في مواجهة التحديات الأمنية التي تواجه البلاد.
خلال الاجتماع، دعا البرهان الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تكثيف الضغوط على قوات الدعم السريع وإدانة الانتهاكات التي ترتكبها بشكل أكثر وضوحاً وصرامة. وأكد على أهمية العمل المشترك مع الأمم المتحدة لتطوير رؤية موحدة لمستقبل التعاون في مختلف المجالات، مشدداً على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات حاسمة ضد الدول التي تدعم المتمردين وتساهم في زعزعة الاستقرار في السودان.
كما أشار البرهان إلى أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل المنظومة الأممية لضمان تنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بوقف إدخال الأسلحة إلى إقليم دارفور ووقف الهجمات على مدينة الفاشر. وأكد أنه في حال عودة المواطنين إلى منازلهم وقراهم، ستبدأ عملية سياسية جديدة تشمل إجراء انتخابات يحدد فيها الشعب السوداني مصيره السياسي بعيداً عن أي تدخلات خارجية.
في تصريح صحفي نقلته الوكالة السودانية للأنباء، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة عن تحيات الأمين العام أنطونيو غوتيريش لرئيس المجلس السيادي السوداني. وأكد لعمامرة أن اللقاء الذي جمعه مع المسؤول السوداني تناول الأوضاع الراهنة في البلاد، مشيرًا إلى دور الأمم المتحدة في دعم الحلول التفاوضية للأزمة المستمرة في السودان.
وأوضح لعمامرة أن هناك حاجة ملحة لتضافر الجهود الدولية والمحلية لمساعدة الشعب السوداني في تجاوز الأزمات الحالية، مشددًا على أهمية العودة إلى الأوضاع الطبيعية في أسرع وقت ممكن. كما أشار إلى ضرورة التركيز على عمليات إعادة البناء والإعمار التي تلي انتهاء النزاع، مؤكدًا أن الأمم المتحدة تسعى جاهدة لتقليص فترة النزاع وتقليل عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة الحرب المستمرة.
منذ منتصف أبريل 2023، يشهد السودان تصاعدًا ملحوظًا في أعمال العنف، حيث اندلعت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وقد امتد هذا الصراع من العاصمة الخرطوم إلى ولايات أخرى مثل دارفور وكردفان والجزيرة، مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين وتهجير الملايين، وهو ما يستدعي تدخلًا عاجلاً من المجتمع الدولي لمساعدة السودان في تجاوز هذه المحنة.