
متابعات – موجز الأحداث – بعد أكثر من 500 يوم من الصراع في السودان بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، تتزايد التقارير حول تورط أطراف دولية في الحرب، مما يجعل النزاع يتجاوز كونه حربًا أهلية إلى ساحة صراع دولي. وتشير مصادر إعلامية إلى أن القوات الأوكرانية من بين الأطراف المتدخلة في الصراع، وهو ما يسلط الضوء على البعد الدولي للأحداث في السودان.
في هذا السياق، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا صورًا لجثة جندي أوكراني في ود مدني بعد تحريرها من قبل الجيش السوداني. ووفقًا لصحيفة “السوداني”، كان الجندي الأوكراني من مشغلي الطائرات المسيرة الانتحارية ضمن صفوف قوات الدعم السريع. ورغم أن السلطات السودانية لم تصدر بيانًا رسميًا حول الحادثة، إلا أن تقارير تفيد بفتح قنوات تواصل مع الجانب الأوكراني لتوضيح طبيعة هذا التدخل.
على الجانب الآخر، نفى السفير الأوكراني في السودان، ميكولا ناهورني، أي دعم تقدمه بلاده لقوات الدعم السريع، ووصف التقارير التي تتحدث عن وجود أوكرانيين يقاتلون إلى جانب الميليشيا بأنها “ادعاءات استفزازية ومفبركة”. وأكد أن هذه الحملة الإعلامية هي امتداد للحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتهدف إلى تشويه صورة كييف في الإعلام السوداني والعالمي.
إلا أن تصريحات السفير الأوكراني تتناقض مع ما نشره المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني، إيليا يفلاش، في 7 يناير الجاري عبر فيسبوك، حيث أكد أن مشغلي الطائرات المسيرة الأوكرانيين يقدمون الدعم لقوات الدعم السريع بدعوة شخصية من حميدتي. كما أشار إلى أن القوات الأوكرانية لديها عقود عسكرية في أكثر من 30 دولة أفريقية، ومن بينها السودان، حيث ينشط مدربون أوكرانيون لتقديم الدعم اللوجستي والتكتيكي لقوات الدعم السريع.
وفي سياق متصل، يرى الباحث في الشؤون السودانية، أحمد عباس، أن فرض الولايات المتحدة عقوبات على قائد الجيش السوداني الفريق أول البرهان جاء كجزء من دعمها لقوات الدعم السريع. وأوضح أن واشنطن في بداية الصراع اعتمدت على هذه القوات وزودتها بالسلاح عبر الإمارات العربية المتحدة وفرنسا، وفقًا لتقارير منظمة العفو الدولية.
كما أشارت العفو الدولية إلى أن فرنسا زودت قوات الدعم السريع بتكنولوجيا عسكرية متقدمة، تُدمج في المدرعات وناقلات الجنود، والتي تصل للميليشيات عبر الحدود مع تشاد. ودعت المنظمة فرنسا إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي الذي يحظر تسليح الأطراف المتصارعة في إقليم دارفور.
ميدانيًا، كثفت قوات الدعم السريع مؤخرًا من هجماتها باستخدام الطائرات المسيرة، حيث استهدفت يوم الثلاثاء متحرك الصياد في ولاية شمال كردفان باستخدام ثماني طائرات مسيرة. ووفقًا لشهود عيان، تمكنت الدفاعات الأرضية من التصدي لها، مما منع وقوع أي خسائر، وهو ما يعزز التقارير التي تشير إلى وجود دعم خارجي متطور لقوات الدعم السريع.