
يواصل الجيش السوداني تقدمه نحو وسط الخرطوم، مقتربًا من القصر الجمهوري الذي لا يزال تحت سيطرة قوات الدعم السريع، وفقًا لمصدر عسكري سوداني لوكالة الصحافة الفرنسية. وأكد المصدر أن القوات المدرعة تتقدم من عدة جهات في محاولة لطرد “مليشيا دقلو”، في إشارة إلى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وأعلنت القوات المسلحة السودانية، أمس الأربعاء، سيطرتها على أحياء الرميلة والمنطقة الصناعية، التي تبعد 3 كيلومترات فقط عن القصر الجمهوري. وأفاد شهود عيان بأن الجيش اضطر إلى التقدم عبر قناصة قوات الدعم السريع، الذين يتحصنون في المباني الشاهقة بالمنطقة التي كانت تُعرف سابقًا بـحي الأعمال والحكومة.
في سياق متصل، دارت اشتباكات عنيفة حول جسر سوبا، أحد المداخل الرئيسية للعاصمة من الجهة الجنوبية الشرقية، في ظل سعي الجيش لاستعادة السيطرة الكاملة على الخرطوم.
وفي تطور آخر، تمكن الجيش السوداني من السيطرة على ثلاث بلدات إستراتيجية شمال ولاية الجزيرة، وهي المسيد، النوبة، والتيي، مقتربًا بذلك من مدينة جياد، آخر معقل للدعم السريع في المنطقة، بالإضافة إلى مدينة أبو قوته، التي تبعد 50 كيلومترًا فقط عن الخرطوم.
وأظهرت مقاطع فيديو قوات الجيش داخل البلدات المحررة، فيما ظهر اللواء عبد المنعم عبد الباسط في تسجيل مصور من داخل بلدة النوبة، مؤكدًا أن “الجيش عازم على تحرير جميع المناطق من المليشيا”، وأضاف: “قريبًا سنكون في سوبا”.
ويأتي هذا التقدم بعد أيام من استعادة الجيش مدينة الكاملين، أكبر مدن شمال الجزيرة، إلى جانب مدينتي الحصاحيصا ورفاعة. كما دخل الجيش في 11 يناير الماضي مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، بعد عام من سيطرة الدعم السريع عليها. ورغم إقرار حميدتي بفقدان المدينة، وصف ذلك بأنه “خسارة لجولة وليس للمعركة بأكملها”.
ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، تسببت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، ونزوح نحو 12 مليون شخص، وسط تحذيرات من الأمم المتحدة بشأن أزمة إنسانية حادة تهدد البلاد بالمجاعة.