موجز الاحداث

ظاهرة بيئية تثير الفزع في نهر النيل

متابعات _ موجز الأحداث

0

متابعات _ موجز الأحداث – في تحول مفاجئ ومثير للدهشة، بدأ نهر النيل في السودان يكشف عن وجهه الأكثر قسوة، حيث أصبحت الثعابين العملاقة جزءًا من المشهد اليومي للمياه، ما أثار حالة من الفزع والذهول بين السكان. تلك الكائنات، التي كانت تشكل جزءًا نادرًا من الحياة البرية، أصبحت ضيوفًا دائمين على الشواطئ، وعلى رأسها “الأصلة الأفريقية” (African Rock Python)، التي صارت حديث الجميع، خاصة بعد أن وقع العديد من الأشخاص ضحايا لها.

فهل نحن على أعتاب ظواهر بيئية تهدد حياتنا؟ أم أن هذه الثعابين مجرد ضيوف عابرين جاءوا في وقت من الفوضى البيئية؟

في ولاية نهر النيل، وقع حادث غير متوقع، حيث تم صيد أصلة ضخمة بطول 22 مترًا في جزيرة نقزو جنوب مدينة المتمة، التي تقع على بُعد حوالي 100 كيلومتر من الخرطوم، قرب الشلال السادس لنهر النيل. لكن المفاجأة الكبرى كانت في أن الصياد نفسه تمكن من اصطياد سبعة ثعابين عملاقة في أسبوع واحد فقط، خمسة منها في شبكة واحدة.

هذا الحدث الغريب يفتح باب التساؤلات حول أسباب هذا الانتشار غير الطبيعي لهذه الثعابين. الصياد قال: “الشبكات كانت مليئة بكميات لم أكن أصدقها. الحركة داخلها كانت كالكابوس الذي يتكرر كل يوم”. ورغم بساطة الكلمات، فإن وراءها تحذيرات غير معلنة بشأن ما قد يخبئه هذا المشهد المرعب.

ما الذي يفسر هذا الانتشار؟

الحوادث المتتالية أثارت العديد من الأسئلة حول الأسباب التي تقف وراء هذا الانتشار الغريب. “العربية.نت” تواصلت مع الدكتورة سارة سعيد، مديرة متحف التاريخ الطبيعي في السودان، التي قدمت تفسيرات علمية للظاهرة.

الدكتورة سارة أكدت أن هذه الثعابين من نوع “الأصلة الأفريقية”، وهي موجودة طبيعيًا في البيئة السودانية، لكنها أرجعت سبب زيادة ظهورها إلى التغيرات البيئية الأخيرة نتيجة الحروب والنزوح والتوسع العمراني، ما دفع هذه الكائنات إلى النزوح من موائلها الأصلية. وأوضحت أن هذه الثعابين لا تشكل خطرًا بيئيًا مباشرًا، لكن الظروف المحيطة بها قد تجعلها أكثر تفاعلًا مع الإنسان. وأضافت أن الأنشطة البشرية، مثل التوسع العمراني والصيد الجائر، تؤدي إلى تدمير بيئاتها الطبيعية، مما يزيد من احتمالية دخولها إلى المناطق المأهولة بالسكان.

الفيضان.. الناقل الكبير

أما عن علاقة هذه الظاهرة بموسم الفيضان، قالت الدكتورة سارة إن هذه الثعابين تهاجر بحثًا عن أماكن جافة بعد أن يتسبب الفيضان في تغيير بيئتها. ورغم أن هذه الثعابين ليست سامة في حد ذاتها، إلا أن عضتها قد تؤدي إلى دخول بكتيريا ضارة، وفي حال التفافها حول العنق، يمكن أن تسبب كسورًا مميتة. رغم أنها لا تملك سمًا قاتلًا، إلا أن سلوكها الوحشي وطبيعتها البرية تجعلها تشكل تهديدًا حقيقيًا.

ماذا عن ابتلاع الأطفال؟

دقت الدكتورة سارة ناقوس الخطر بشأن قدرة هذه الثعابين على ابتلاع الأطفال أو الحيوانات الصغيرة مثل الأغنام، مشيرة إلى أنها قادرة على ابتلاع كائنات بحجم كبير. وشددت على ضرورة الوعي بمخاطرها.

الدكتورة سارة تحدثت أيضًا عن الواقعة التي أبلغ عنها الصياد من جزيرة نقزو، والذي ادعى أنه اصطاد أصلة عملاقة بطول 22 مترًا، وأرسل صورًا توثق الحادثة. وبينما أشارت إلى أن هذا الحجم غير معتاد، حيث يتراوح الطول المعتاد بين 5 إلى 6 أمتار، إلا أنها لم تستبعد صحة الرواية تمامًا، لكنها أكدت ضرورة التحقق العلمي الدقيق لهذا الرقم. وإذا ثبتت صحة الحادثة، فسيُعتبر هذا الرقم قياسيًا يتطلب دراسة علمية معمقة.

وأوضحت أنه لا علاقة بين الأصلة والأناكوندا، حيث تنتمي الأناكوندا إلى فصيلة “البوا”، بينما تنتمي الأصلة إلى فصيلة “البايثون”، وهما نوعان مختلفان تمامًا في التركيب والسلوك.

بينما يواجه السودان حالة من الرعب بسبب انتشار الثعابين العملاقة في نهر النيل، تظل التغيرات البيئية الحادة هي السبب الرئيسي وراء هذه الظاهرة. ويجب أن تكون هذه الأحداث نداءً عاجلًا للانتباه إلى التداعيات البيئية الناتجة عن التوسع العمراني والحروب، والعمل على حماية الكائنات البرية التي تعد جزءًا من تراثنا الطبيعي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.